يرصد هذا الكتاب حكاية اليهود واليهودية منذ لحظاتها الأولى كما سردتها نصوص المقرا وصولًا إلى ما بعد عصر النهضة في أوروبا؛ حيث ظلت اليهودية بين مدٍ وجزر حتى ظهرت المسـيحية؛ فبدأت مرحلة جديدة من الصراع جنبًا إلى جنب مع مرحلة التنظيم المؤسسي لليهودية، ولكنه هذه المرة صراعٌ بين اليهودية المحافظة واليهودية المسـيحية المتحررة. وفي مقابل هذا يرصد المؤلف الوضع الإيجابي لليهود واليهودية في البلدان العربية والإسلامية الذي كان مختلفًا تمامًا عما يقابله في أوروبا والغرب.
يستعرض المؤلف أفكار ومفاهيم تمثل ثورة في الفكر الديني اليهودي مثل "فكرة الله" وتطورها من التعددية حتى وصولها إلى الوحدانية وذلك مع من أسماهم المؤلف "الإسـرائيليون الأولون". كذلك "فكرة النبوة" ومكانتها بين بني إسرائيل وتنوعها في أشكال مختلفة ما بين صورتها البدائية البسيطة كما ظهرت في أسفار التوراة وأسفار الأنبياء الأوائل، أو في صورتها الأكثر تطورًا مع تأسيس الملكية ثم بعد انقسامها. كما ينتقل بنا المؤلف إلى أفكار ثورية أخرى مثل "إله إسرائيل"، هل هو قاصـر فقط على الإسـرائيليين أم أنه إله لكل البشر، كذلك "الطقوس" وهل هي سابقة على رسالة موسى أم لاحقة عليها. أما الفكرة المثيرة للاهتمام في هذا الكتاب فتلك التي تتمحور حول "شخصـية الشـيطان"؛ فالشـيطان أصبح ذا ملكوت وسلطان. يتعرض الكتاب كذلك لمسألة "ميلاد المسيح" التي كانت محل اختلاف بين المصادر القديمة من يهودية ويهودية مسـيحية ووثنية.